العتبة العلوية المقدسة

العتبة العلوية المقدسة أو الروضة الحيدرية أو ضريح الإمام علي أو حضرة علي هو

مرقد ديني يقع في مدينة النجف في العراق حيث تقول مصادر عديدة – غالبيتها تعود

للمؤرخين المسلمين الشيعة- أنه تم تشيّيده على قبر علي بن أبي طالب، رابع من تولّى

خلافة المسلمين بعد النبي محمد، وأول أئمة الشيعة، تتبعه مكتبة الروضة الحيدرية

التي تضم العديد من النفائس والمخطوطات الأثرية.

شيدت وبنيت هذه الروضة في عهد الخليفة هارون الرشيد وكان لها قبة حمراء،

ثم جدد بناؤها في عهد داعي الصغير وهو من أمراء طبرستان ومن أحفاد زيد بن علي بن حسين،

مع قبة بيضاء، ثم خضر قبته في عهد الدولة الصفوية وفي العهد الأخير سنة 327 هجري جدد

بناؤها من قبل عضد الدولة ديلمي من أمراء آل بويه بإيران وعمارتها باقية إلى الوقت الحاضر

ثم طلى قبتها بالذهب نادر شاه من الأمراء الأفشارية من إيران.

مراحل البناء :

  • مع زوال الأمويين وظهور قبر الإمام وضع داود بن علي العباسي (ت 133 هـ) على قبر الإمام صندوقا خشبيا، ولكن بعد استقرار العباسيين وبسبب خلافهم مع العلويين أزيل الصندوق.
  • بنى هارون الرشيد على القبر الشريف قبة وجعل لها أربعة أبواب وكانت هذه العمارة سنة 155 للهجرة، أو سنة 170 للهجرة.
  • بعد أن هدم المتوكل العباسي (ت 247 هـ) حرم الإمام علي أعاد محمد بن زيد الداعي بناءه.
  • جدد بناء الروضة العلوية أمير الحاج عمر بن يحيى بن حسين النسابة، نقيب الطالبيين في الكوفة، سنة 330 للهجرة، ومن ماله الخاص بنى قبة عليه.
  • عضد الدولة الديلمي (ت: 372 هـ) أعاد بناء الحرم بشكل فريد، وبقي المبنى لغاية سنة 753هـ حيث احترق في هذه السنة.
  • في سنة 760هـ جدد بناء المرقد الشريف، ويُنسب هذه البناء للملوك الإيلخانيين، كما وجدد القبة والصحن بعد ذلك الملك عباس الأول.
  • بعد ذلك وسّع الحرم الملك صفي الصفوي.
  • لغاية سنة 1279هـ كان ما تبقى من الروضة العلوية هو ما بناه الملك عباس الصفوي وبتصميم من الشيخ البهائي.
  • نادر شاه الأفشاري ذهّب الإيوان ومنارتا الحرم الشريف، وهذا التذهيب باق ليومنا هذا.
  • مع ذكرى الميلاد النبوي في 17 ديسمبر 2016م أزيح الستار عن القبة بتذهيب جديد.

يقع مشهد الإمام علي وسط صحن عظيم مستطيل تتجلى فيه بداعة الفن. ويتقوم من طبقتين

يبلغ ارتفاعهما زهاء 35 مترا، ويبلغ طول هذا الصحن 82 مترا وعرضه 77 مترا وفي

كل ضلع من هذه الأضلاع 14 إيوانا، وفي كل إيوان غرفة هي مقبرة أحد المشاهير.

وفي الطبقة الثانية عدد من الأواوين والغرف بعدد الأواوين والغرف الموجودة في الطبقة السفلى.

والصحن مفروش بالرخام الأبيض وله خمسة أبواب. وجدرانه مغشاة بالآجر القاشاني الملوّن،

وعلى حواشي الجدران العليا تجد الآيات القرآنية مسطورة بأحرف عربية متداخلة.

ويلي هذا الصحن من جهة الشرق إيوان واسع كبير، يبلغ ارتفاعه قراب أربعين مترا، كما يبلغ

طوله 45 مترا، وهو مسقف، ومغشى بقطع الذهب، وفي ركنيه مئذنتان مرتفعتان مغشاتان بالذهب،

ومن هذا الرواق يدخل إلى الرواق الكلي المسقف، وجدران هذا الرواق مغشاة بقطع المرايا ذات

الأشكال الهندسية، وله أربعة أبواب متقابلة، أحدهما الباب الكبير والثاني باب المراد، والآخران

يسميان باب الرحمة.

ويلي كل ما تقدم الحضرة المقدسة، وجدران الحضرة مغشاة بالفسيفساء والرخام الإيطالي قطع

المرايا، وأرضها مفروشة بالرخام الأزرق وفيها أربعة أبواب من الفضة وخامسة من البرنز.

ويتوسط هذه الحضرة المرقد الغروي المطهر يحيط به مشبكان أحدهما من الفضة وهو الخارجي

والآخر من الحديد الفولاذي وهو الداخلي، وتعلو المشبك الأول كتابات من القرآن مع أبيات

من الشعر لابن أبي الحديد. ويتوسط المشبك الحديدي الداخلي مصطبة من الخشب المرصّع

بالعاج والمنقوش عليه بعض الآيات القرآنية، وتحتها المرقد الشريف.

وتعلو العتبة العلوية المقدسة قبة جسيمة مغشاة بالذهب، وفي التاريخ النجفي إن عدد القباب التي شيّدت على قبر

الأمير بلغت تسع قباب، أولها قبة الرشيد والثامنة التي كانت تعلو الضريح لغاية بداية القرن العشرين

غشاها بالذهب نادر شاه في سنة 1156 هـ وآخرها شيدت سنة 2016 للميلاد من خلال التذهيب

الجديد للقبة وتم إزاحة الستار عنها.

وفي الصحن عدد غير قليل من المدارس العلمية، كمدرسة الصدر ومدرسة الشيخ مهدي

ومدرسة القوام والمدرسة السلمية ومدرسة الإيرواني، ومدرسة القزويني، ومدرسة البادكوبي،

ومدرسة الآخوند وغيرها.

العتبة العلوية المقدسة

العتبة العلوية المقدسةالعتبة العلوية مباشرتردد قناة العتبة العلويةقناة العتبة العلويةموقع العتبة العلوية