الكوفة
الكوفة مدينة عراقية ومركز قضاء تتبع إداريا إلى محافظة النجف في منطقة الفرات الأوسط جنوب العاصمة بغداد، وتبعد عنها بنحو 156 كم و10 كم شمال شرق النجف. ويقدر عدد سكانها بحوالي 230 الف نسمة حسب تقديرات عام 2014.
كانت المدينة عاصمة للخلافة الإسلامية في زمن الخليفة الرابع الإمام علي بن أبي طالب والمركز الرئيسي لوجود الكثير من العلماء المسلمين اتخذها الإمام علي بن أبي طالب عاصمة لحكومته بعد الانتقال من المدينة إليها.
تقع المدينة على الضفة اليمنى لنهر الفرات الأوسط ( شط الهندية القديم ) شرق مدينة النجف بنحو 10 كم وغرب العاصمة بغداد بنحو 156 كم. ترتفع المدينة عن سطح البحر بنحو 22 م ويحدها من الشمال مدينة الكفل ( محافظة بابل ) ومن الشرق ناحية السنية وناحية الصلاحية ( محافظة الديوانية ) ومن الغرب كري سعد ، ومن الجنوب قضاء ابي صخير ، وناحية الحيرة.
التسمية
حينما مصرها العرب عرفت بالكوفة من التكوف ( التجمع ) وسميت كوفاني ( المواضع المستديرة من الرمل ) ، وكل ارض فيها الحصباء مع الطين والرمل تسمى كوفة ، وسميت كوفان بمعنى (البلاء والشر) أو (ما بين الدغل والقصب والخشب) وسميت كوفة الجند لأنها اسست لتكون قاعدة عسكرية تتجمع فيها الجند ومهما يكن فأن اسمها اسم عربي ، وقيل ان اسمها سرياني.
معنى الكوفة
قيل أن المواضع المستديرة من الرمل تسمّى كوفاني. وبعضهم يسمّي الأرض التي فيها الحصباء مع الطين والرمل كوفة. وقال الأثرم كما عن البلاذري: التكوّف يعني الاجتماع. وأورد ياقوت الحموي نفس ما ذكره البلاذري في معنى الكوفة، مضيفا إليه: والكوفان الإستدارة، وكوفان اسم أرض وبها سمّيت الكوفة، وكوفان والكوفة واحد.
التاريخ
مسجد الكوفة الأعظم سنة 1915م
الكوفة سنة 1932م
أسسها سعد بن أبي وقاص كمعسكر، عام 638م، بعد معركة القادسية زمن خلافة عمر بن الخطاب بالقرب من مدينة الحيرة، حاضرة المناذرة. وقد ازدهرت الكوفة في أيام الحكم الأموي. وقد دمجت المدينتان عام 691م في عهد عبد الملك بن مروان. وكانت تسمى قديماً ب (كوفان).
في عام 638م كانت الكوفة قاعدة جيش المسلمين لمهاجمة المدائن (بالفارسية: مهوزة) حاضرة الفرس الساسانيين. ولقد انتصر المسلمون في معركة المدائن على الفرس المجوس.
وفي خلافة علي ابن ابي طالب اتخذها عاصمة لدولته، ومع الزمن أصبحت للكوفة مكانة مهمّة في مجال السياسة والحرب. وشهدت الكوفة أحداثاً وتطورات سياسية واضطرابات كثيرة ومهمة في ذلك الزمان، حيث وقعت حادثة كربلاء (واقعة الطف) قريباً من الكوفة، وكان الجيش الذي خرج لقتال الحسين يتألف بشكل أساسي من أهل الكوفة، كما وقعت فيها أيضاً ثورات العلويين في النصف الثاني من القرن الثاني للهجرة كثورة ابن طباطبا، وكذلك شهدت خروج أبو السرايا في زمن المأمون، وثورة القرامطة.
وتحوي الكوفة الموقع الذي استشهد فيه الامام علي عليه السلام على يد الخارجي عبد الرحمن بن ملجم في شهر رمضان المبارك عند صلاة الفجر. ويحي الشيعة هذا اليوم من السنة في كل عام اذ ان عبد الرحمن بن ملجم جرح رأسه في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك وتوفي علي بن أبي طالب في الواحد والعشرون من شهر رمضان.
وتحتوي المدينة على عدد من المراقد الدينية منها: مسجد الكوفة، ومحراب علي بن أبي طالب الذي استشهد فيه، ومرقد مسلم بن عقيل، وهانئ ابن عروة، وكذلك تحوي بيت علي والمسجد الاعظم ومسجد السهلة ومقام إبراهيم الغمر وكذلك مرقد المختار الثقفي.
التوسعة والاعمار
في عهد المغيرة بن شعبة ( ت سنة 50 هـ ) بنيت جدران بيوتها باللبن وفي عهد زياد بن أبيه ( ت سنة 53 هـ ) شيدت بالآجر ، وأول ما شيد ابواب الدور ، وأول دور نهضت كانت بشارع كندة ( محلة المتنبي). ـ أول شيء اختطه أبو الهياج الاسدي في الكوفة مسجدها في وسطها على بعد 5 ,1 كم من الفرات وحفر خندقاً عليه وبنى في مقدمته صفة من رخام الاكاسرة ، جيء به من الحيرة ، وكان يتسع إلى 4 الاف انسان وزاد به عبيد الله بن زياد حتى صار يتسع لـ 20 الف إنسان.
في رجب سنة 36 هـ حين شرفها الامام علي بن أبي طالب غير في الاقسام القبلية للكوفة واجرى بعض التنقلات بين القبائل وحفر فيها بئراً ليس هنالك أعذب من مائها.
انشأ زياد بن ابيه ( ت سنة 53 هـ ) جسراً يمنع فيضان الكوفة ظل هذا الجسر قائماً طوال الحكم الاموي وقام باصلاحه وتجديده كل من عمر بن هبيرة ( سنة 103 هـ ) وخالد بن عبد الله القسري سنة ( 105 هـ).
احدث ابن هبيرة قنطرة الكوفة المعروفة عند الناس ( كنيدرة ) في الجانب الشرقي من جامع الكوفة واصلحها من بعده الامير خالد القسري .
في عهد الوالي خالد بن عبد اللّه القسري ( المتوفى سنة 126 هـ ) بني فيها الاسواق وجعل لاهل كل باعة داراً وطاقاً وجعل غلالها للجند.
سنة 136 هـ بنى ابو جعفر المنصور قصرا يعرف بـ ( ابي الخصيب ) وحفر خندقاً وسوّر المدينة بسور.
سنة 314 هـ وفي عهد المتنبي ( 303 ـ 354 هـ ) بلغت المدينة اقصى حالة من العمران والبناء.
سنة 676 هـ حفر عطاء الملك الجويني صاحب ديوان الدولة الايلخانية نهراً إلى ارض النجف واوصل الماء إلى مسجد الكوفة وسمي هذا النهر بـ ( نهر التاجية ) نسبة إلى المتولي على حفره السيد تاج الدين علي بن امير الدين أحد فضلاء ذلك العصر وأعلامهم.
سنة 943 هـ / امر الشاه طهماسب الأول الصفوي بحفر نهر من الفرات إلى الكوفة ويعرف النهر بالطهماسية ثم صحف إلى الطهمازية وفي سنة 1032 هـ امر الشاه اسماعيل الاول بكري هذا النهر الذي طمّ في زمن محاصرة الاتراك للنجف ويعرف النهر بنهر الشاه او ( الكرية).
سنة 1208 هـ / حفر نهر الهندية.
سنة 1290 هـ هبطها بعض النازلين وبنوا فيها بيوتاً من القصب واحدثوا فيها البساتين على جانبي الفرات.
- سنة 1305 هـ / لما جف الماء في بحر النجف وبسعي وكيل منطقة السنية تقدم عمران الكوفة واحدث فيها الدور والاسواق حيث عرف هذا المكان أول الامر بـ ( شريعة الكوفة).
- سنة 1317 هـ نصب الجسر على نهر الفرات.
- سنة 1323 هـ مدت أسلاك البرق إلى الكوفة من الحلة.
- سنة 1325 هـ قام السيد علي كمونة سادن الحرم العلوي الشريف ببناء محل واسع وسوق وغرف لراحة الزائرين في المدينة.
- سنة 1327 هـ مدت سكة الحديد ( الترامواي ) بين الكوفة والنجف.
أبرز الأحداث التي مرت بها الكوفة
الغروب في مدينة الكوفة
يبدأ تاريخ المدينة الفعلي بعد انهيار الحكم الساساني بالعراق سنة 636 م. فقد كانت اولاً منزل العرب وحدهم وكان غالبيتهم عناصر متحضرة من اليمن وحضرموت ، ثم نزلها الموالي من الفرس واخلاط من أبناء المدن المجاورة كالسريان والنبط والنصارى واليهود الذين أَتو اليها من اليمن سنة 20 هـ.
سنة 30 هـ جرت حادثة ابي الحيسمان الخزاعي.
سنة 33 هـ جرت حادثة عبد الرحمن بن حبيش.
سنة 35 هـ كانت الكوفة مركزاً لانطلاق احداث كثيرة منها أن أهلها قد شاركوا اهل البصرة في الثورة ضد عثمان والتي ادت إلى قتله.
سنة 36 هـ جرت حادثة ابي موسى الاشعري الذي خذّل اهل الكوفة عن نصرة الامام علي في وقعة الجمل ، وفي هذه السنة وفي شهر رجب شرّف الكوفة الامام علي ونقل مركز الخلافة اليها ، ومن باب الكوفة ( النخيلة ) عسكر الامام علي لما خرج إلى صفين.
سنة 40 هـ قتل ابن ملجم المرادي الامام علي واعلن معاوية خلافته في الشام وارغم اهل الكوفة على مبايعته.
سنة 41 هـ قتل زياد بن ابيه عمرو بن الحمق الخزاعي وحجر بن عدي.
سنة 49 هـ او 50 هـ ضم معاوية الكوفة إلى زياد ابن ابيه وجمعها له مع البصرة ، وعُرِفت المدينتان في العهد الاموي بـ ( العراقينِ ) أي انهما عاصمتا العراق.
سنة 60 هـ قدم الكوفة مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين وفي هذه السنة استشهد على يد عبيد اللّه بن زياد بعد خيانة الكوفيين وغدرهم به.
سنة 66 هـ حدثت ثورة التوابين ، وثورة المختار بن أبي عبيدة الثقفي ، وثورة زيد بن علي.
وفي ايام الحجاج ابن يوسف الثقفي جرت حادثة ابن الاشعث ، وحادثة قنبر مولى علي ( ع ) ، وحادثة كميل بن زياد ، وحادثة سعيد بن جبير.
سنة 145 هـ وبعد تأسيس بغداد بدأت الكوفة تفقد اهميتها كمركز للامارة العامة ولكنها بقيت لمدة قليلة من الزمن مركزاً عسكرياً وثقافياً.
سنة 312 هـ استولى القرامطة على الكوفة وعبثوا فيها وفي سنة 317 هـ نقلوا الحجر الاسود اليها من مكة ونصب على مقام إبراهيم ودعا القرامطة الناس إلى حج مسجد الكوفة بدلاً من مكة.
سنة 334 هـ استعادت الكوفة بعض مكانتها على يد البويهيين الذين اهتموا بها وبالنجف الاشرف والمشهد العلوي الشريف.
سنة 375 هـ استولى القرامطة على الكوفة مرةً أخرى.
سنة 580 هـ زارها الرحالة ابن جبير وشاهد علامات تأخرها وسقوطها وقال : ان من اسباب خرابها قبيلة خفاجة المجاورة لها.
سنة 726 هـ زارها الرحالة ابن بطوطة وكان الجزء الأكبر منها مهجوراً بسبب غارات البدو المجاورين لها.
في العهد العثماني اصبحت الكوفة ناحية تابعة لادارة قضاء النجف.
كانت الكوفة مركزاً مُهماً للعلم والآداب وكان الشعر فيها أكثر من البصرةوكانت الكناسة مثل مربد البصرة مكاناً للمفاخرات والمناظرات والتنافس ، كما ظهر فيها الخط الكوفي الذي اشتهر باسمها.
سنة 1335 هـ / حدثت واقعة الكوفة بين أهلها وبني حسن.
سنة 1336 هـ / 1917 م قام النجفيون بثورة ضد الانكليز وكانت الكوفة مقر الاجتماعات والمفاوضات بين النجفيين والانكليز اذ كان يسكن فيها المرجع الديني السيد محمد كاظم اليزدي ، وفي هذه السنة ايضاً وردت الكوفة مقدمة الجيش الإنكليزي ، حيث عسكروا في ( شريعة التبن ) من شرائع الفرات في الكوفة.
سنة 1920م في المدينة وضعت الخطط لثورة العشرين ، وفيها اغرقت الباخرة الحربية ( فاير فلاي ) على يد الثوار ، وقصف الانكليز مسجد الكوفة.